زهير السراج
* شهدتْ الأيام الماضية تصاعدا كبيرا في القصف الجوي والمدفعي من طرفى الحرب، ليس على بعضهما البعض، وانما على المنشئات المدنية والاسواق والاحياء السكنية مما ادى لمقتل واصابة مئات المواطنين واحدث دمارا هائلا في البنية التحتية، الأمر الذي يؤكد ان الطرفين يعملان باجتهاد واصرار منذ اول يوم لنشوب الحرب على تدمير الوطن وتشريد شعبه، وهو الهدف الوحيد الذي تحقق حتى الآن منذ اندلاع الحرب بما لا يحتاج الى دليل، فحجم القتل والتشريد الدمار الشامل للبنية التحتية والانهيار الكامل في كل شئ واضح على الارض، الامر الذي يضع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية في مرتبة اقل بكثير من الجرائم والفظائع التي ارتكبها الطرفان، وهى جرائم لا يمكن أن يرتكبها عدو خارجي شديد العداء للسودان دعك من اشخاص ينتمون للسودان !
* وفقا للتقديرات فإن خسائر الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت العامة منذ بداية الحرب في السودان تزيد عن 150 مليار دولار حتى الآن، فضلا عن الاعباء الاقتصادية والمالية والاجتماعية الضخمة المترتبة عن توقف العمل والانتاج والتعليم ..إلخ، وما يُهدر من اموال ضخمة على السلاح واعمال الحرب، واعاشة اللاجئين والنازحين بواسطة اسرهم واقربائهم في الخارج وهى اموال كان من المفترض ان تستثمر في البناء والتعمير والتعليم ..إلخ، ولكنها تذهب الآن في أغراض التسليح والحرب، والاعاشة من ايجارات وطعام ودواء للذين تركوا وطنهم ومناطقهم وبيوتهم واعمالهم ونزحوا أو لجئوا لدول ومناطق أخرى، بما يشكل عبئا ضخما على أقربائهم في الخارج ويؤثر على حياتهم وخططهم المستقبلية ..إلخ. أى أن التأثير السلبي للحرب يشمل الجميع ولا يترك أحدا !